كتاب: لسان العرب ***

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: لسان العرب ***


نعس‏:‏ قال اللَّه تعالى‏:‏ إِذ يَغْشاكم النعاس أَمَنَةً منه؛ النُّعاسُ‏:‏ النوم، وقيل‏:‏ هو مقاربته، وقيل‏:‏ ثَقْلَتُه‏.‏ نَعَس يَنْعُس نُعاساً، وهو ناعِس ونَعْسانُ‏.‏ وقيل‏:‏ لا يقال نَعْسانُ، قال الفراء‏:‏ ولا أَشتهيها، وقال الليث‏:‏ رجل نَعْسانُ وامرأَة نَعْسى، حملوا ذلك على وسْنان ووَسْنى، وربما حملوا الشيءَ على نظائره وأَحسن ما يكون ذلك في الشعر‏.‏ والنُّعاس‏:‏ الوَسَنُ؛ قال الأَزهري‏:‏ وحقيقة النُّعاس السِّنَةُ من غير نوم كما قال عدي بن الرقاع‏:‏

وَسْنانُ أَقْصَدَهُ النُّعاسُ فَرَنَّقَتْ *** في عَيْنِه سِنَةٌ، ولَيْس بنائِمِ

ونَعَسْنا نَعْسَة واحدة وامرأَة ناعِسَة ونَعَّاسَةٌ ونَعْسى ونَعُوسٌ‏.‏

وناقة نَعُوسٌ‏:‏ غزيرة تَنْعُس إِذا حُلبت؛ وقال الأَزهري‏:‏ تُغَمِّضُ

عينها عند الحلب؛ قال الراعي يصف ناقة بالسَّماحة بالدَّرِّ وأَنها إِذا

دَرَّتْ نَعَسَت‏:‏

نَعُوسٌ إِذا دَرَّتْ، جَرُوزٌ إِذا غَدَتْ، بُوَيْزِلُ عامٍ أَو سَديسٌ كَبازِلِ

الجَرُوزُ‏:‏ الشديدة الأَكل، وذلك أَكثَرُ لِلَبَنِها‏.‏ وبُوَيْزِلُ عامٍ

أَي بزلت حديثا، والبازل من الإِبل‏:‏ الذي له تسع سنين، وقوله أَو سديد

كبازل، السديس دون البازل بسنة، يقول‏:‏ هي سديس، وفي المنظر كالبازل‏.‏

والنَّعْسَةُ‏:‏ الخَفْقَةُ‏.‏ الكلب يوصف بكثرة النُّعاس؛ وفي المثل‏:‏ مَطْلٌ

كنُعاس الكَلْبِ أي متصل دائم‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ النَّعْس لين الرأْي والجسم

وضَعْفُهُما‏.‏

أَبو عمرو‏:‏ أَنْعَسَ الرَّجُل إِذا جاء بِبَنِينَ كُسالى‏.‏ ونَعَسَت

السوق إِذا كَسَدَتْ، وفي الحديث‏:‏ إِن كلماته بَلغَتْ ناعُوسَ البَحْر؛ قال

ابن الأَثير‏:‏ قال أَبو موسى كذا وقع في صحيح مسلم وفي سائر الروايات

قاموسَ البحر، وهو وسطه ولُجَّته، ولعله لم يجوِّد كَتْبتَه فصحَّفه بعضهم، قال‏:‏ وليست هذه اللفظة أَصلاً في مسند إِسحق الذي روى عنه مسلم هذا الحديث

غير أَنه قَرنَه بأَبي موسى وروايته، فلعلها فيها قال‏:‏ وإِنما أُورِدُ

نحوَ هذه الأَلفاظ لأَن الإِنسان إِذا طلبه لم يجده في شيء من الكتب فيتحير

فإِذا نظر في كتابنا عرف أَصله ومعناه‏.‏

نفس‏:‏ النَّفْس‏:‏ الرُّوحُ، قال ابن سيده‏:‏ وبينهما فرق ليس من غرض هذا

الكتاب، قال أَبو إِسحق‏:‏ النَّفْس في كلام العرب يجري على ضربين‏:‏ أَحدهما

قولك خَرَجَتْ نَفْس فلان أَي رُوحُه، وفي نفس فلان أَن يفعل كذا وكذا أَي

في رُوعِه، والضَّرْب الآخر مَعْنى النَّفْس فيه مَعْنى جُمْلَةِ الشيء

وحقيقته، تقول‏:‏ قتَل فلانٌ نَفْسَه وأَهلك نفسه أَي أَوْقَتَ الإِهْلاك

بذاته كلِّها وحقيقتِه، والجمع من كل ذلك أَنْفُس ونُفُوس؛ قال أَبو خراش

في معنى النَّفْس الروح‏:‏

نَجَا سالِمٌ والنَّفْس مِنْه بِشِدقِهِ، ولم يَنْجُ إِلا جَفْنَ سَيفٍ ومِئْزَرَا

قال ابن بري‏:‏ الشعر لحذيفة بن أَنس الهذلي وليس لأَبي خراش كما زعم

الجوهري، وقوله نَجَا سَالِمٌ ولم يَنْجُ كقولهم أَفْلَتَ فلانٌ ولم يُفْلِتْ

إِذا لم تعدّ سلامتُه سلامةً، والمعنى فيه لم يَنْجُ سالِمٌ إِلا بجفن

سيفِه ومئزرِه وانتصاب الجفن على الاستثناء المنقطع أَي لم ينج سالم إِلا

جَفْنَ سيف، وجفن السيف منقطع منه، والنفس ههنا الروح كما ذكر؛ ومنه

قولهم‏:‏ فَاظَتْ نَفْسُه؛ وقال الشاعر‏:‏

كادَت النَّفْس أَنْ تَفِيظَ عَلَيْهِ، إِذْ ثَوَى حَشْوَ رَيْطَةٍ وبُرُودِ

قال ابن خالويه‏:‏ النَّفْس الرُّوحُ، والنَّفْس ما يكون به التمييز، والنَّفْس الدم، والنَّفْس الأَخ، والنَّفْس بمعنى عِنْد، والنَّفْس قَدْرُ

دَبْغة‏.‏ قال ابن بري‏:‏ أَما النَّفْس الرُّوحُ والنَّفْسُ ما يكون به التمييز فَشاهِدُهُما قوله سبحانه‏:‏ اللَّه يَتَوفَّى الأَنفُس حين مَوتِها، فالنَّفْس الأُولى هي التي تزول بزوال الحياة، والنَّفْس الثانية التي تزول

بزوال العقل؛ وأَما النَّفْس الدم فشاهده قول السموأَل‏:‏

تَسِيلُ على حَدِّ الظُّبَّاتِ نُفُوسُنَا، ولَيْسَتْ عَلى غَيْرِ الظُّبَاتِ تَسِيلُ

وإِنما سمي الدم نَفْساً لأَن النَّفْس تخرج بخروجه، وأَما النَّفْس

بمعنى الأَخ فشاهده قوله سبحانه‏:‏ فإِذا دخلتم بُيُوتاً فسلموا على

أَنْفُسِكم، وأَما التي بمعنى عِنْد فشاهده قوله تعالى حكاية عن عيسى، على نبينا

محمد وعليه الصلاة والسلام‏:‏ تعلم ما في نفسي ولا أَعلم ما في نفسك؛ أَي

تعلم ما عندي ولا أَعلم ما عندك، والأَجود في ذلك قول ابن الأَنباري‏:‏ إن النَّفْس هنا الغَيْبُ، أَي تعلم غيبي لأَن النَّفْس لما كانت غائبة

أُوقِعَتْ على الغَيْبِ، ويشهد بصحة قوله في آخر الآية قوله‏:‏ إِنك أَنت

عَلاَّمُ الغُيُوب، كأَنه قال‏:‏ تعلم غَّيْبي يا عَلاَّم الغُيُوبِ‏.‏ والعرب قد

تجعل النَّفْس التي يكون بها التمييز نَفْسَيْن، وذلك أَن النَّفْس قد

تأْمره بالشيء وتنهى عنه، وذلك عند الإِقدام على أَمر مكروه، فجعلوا التي

تأْمره نَفْساً وجعلوا التي تنهاه كأَنها نفس أُخرى؛ وعلى ذلك قول

الشاعر‏:‏يؤَامِرُ نَفْسَيْهِ، وفي العَيْشِ فُسْحَةٌ، أَيَسْتَرْجِعُ الذُّؤْبَانَ أَمْ لا يَطُورُها‏؟‏

وأَنشد الطوسي‏:‏

لمْ تَدْرِ ما لا؛ ولَسْتَ قائِلَها، عُمْرَك ما عِشْتَ آخِرَ الأَبَدِ

وَلمْ تُؤَامِرْ نَفْسَيْكَ مُمْتَرياً

فِيهَا وفي أُخْتِها، ولم تَكَدِ

وقال آخر‏:‏

فَنَفْسَايَ نَفسٌ قالت‏:‏ ائْتِ ابنَ بَحْدَلٍ، تَجِدْ فَرَجاً مِنْ كلِّ غُمَّى تَهابُها

ونَفْسٌ تقول‏:‏ اجْهَدْ نجاءك، لا تَكُنْ

كَخَاضِبَةٍ لم يُغْنِ عَنْها خِضَابُهَا

والنَّفْسُ يعبَّر بها عن الإِنسان جميعه كقولهم‏:‏ عندي ثلاثة أَنْفُسٍ‏.‏

وكقوله تعالى‏:‏ أَن تقول نَفْسٌ يا حَسْرَتا على ما فَرَّطْتُ في جنب الله؛ قال ابن سيده‏:‏ وقوله تعالى‏:‏ تعلم ما في نفسي ولا أَعلم ما في نفسك؛ أَي تعلم ما أَضْمِرُ ولا أَعلم ما في نفسك أَي لا أَعلم ما حقِيقَتُك ولا

ما عِنْدَكَ عِلمُه، فالتأَويل تعلَمُ ما أَعلَمُ ولا أَعلَمُ ما

تعلَمُ‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ ويحذِّرُكم اللَّه نَفْسَه؛ أَي يحذركم إِياه، وقوله

تعالى‏:‏ اللَّه يتوفى الأَنفس حين موتها؛ روي عن ابن عباس أَنه قال‏:‏ لكل

إسنسان نَفْسان‏:‏ إِحداهما نفس العَقْل الذي يكون به التمييز، والأُخرى نَفْس

الرُّوح الذي به الحياة‏.‏ وقال أَبو بكر بن الأَنباري‏:‏ من اللغويين من سَوَّى النَّفْس والرُّوح وقال هما شيء واحد إِلا أَن النَّفْس مؤنثة

والرُّوح مذكر، قال‏:‏ وقال غيره الروح هو الذي به الحياة، والنفس هي التي بها

العقل، فإِذا نام النائم قبض اللَّه نَفْسه ولم يقبض رُوحه، ولا يقبض الروح

إِلا عند الموت، قال‏:‏ وسميت النَّفْسُ نَفْساً لتولّد النَّفَسِ منها

واتصاله بها، كما سَّموا الرُّوح رُوحاً لأَن الرَّوْحَ موجود به، وقال

الزجاج‏:‏ لكل إِنسان نَفْسان‏:‏ إِحداهما نَفْس التمييز وهي التي تفارقه إِذا

نام فلا يعقل بها يتوفاها اللَّه كما قال اللَّه تعالى، والأُخرى نفس

الحياة وإِذا زالت زال معها النَّفَسُ، والنائم يَتَنَفَّسُ، قال‏:‏ وهذا الفرق

بين تَوَفِّي نَفْس النائم في النوم وتَوفِّي نَفْس الحيّ؛ قال‏:‏ ونفس

الحياة هي الرُّوح وحركة الإِنسان ونُمُوُّه يكون به، والنَّفْس الدمُ؛ وفي الحديث‏:‏ ما لَيْسَ له نَفْس سائلة فإِنه لا يُنَجِّس الماء إِذا مات

فيه، وروي عن النخعي أَنه قال‏:‏ كلُّ شيء له نَفْس سائلة فمات في الإِناء

فإِنه يُنَجِّسه، أَراد كل شيء له دم سائل، وفي النهاية عنه‏:‏ كل شيء ليست له

نَفْس سائلة فإِنه لا يُنَجِّس الماء إِذا سقط فيه أَي دم سائل‏.‏

والنَّفْس‏:‏ الجَسَد؛ قال أَوس بن حجر يُحَرِّض عمرو بن هند على بني حنيفة وهم

قتَلَة أَبيه المنذر بن ماء السماء يوم عَيْنِ أَباغٍ ويزعم أَن عَمْرو ابن شمر

الحنفي قتله‏:‏

نُبِّئْتُ أَن بني سُحَيْمٍ أَدْخَلوا

أَبْياتَهُمْ تامُورَ نَفْس المُنْذِر

فَلَبئسَ ما كَسَبَ ابنُ عَمرو رَهطَهُ

شمرٌ وكان بِمَسْمَعٍ وبِمَنْظَرِ

والتامُورُ‏:‏ الدم، أَي حملوا دمه إِلى أَبياتهم ويروى بدل رهطه قومه

ونفسه‏.‏ اللحياني‏:‏ العرب تقول رأَيت نَفْساً واحدةً فتؤنث وكذلك رأَيت

نَفْسَين فإِذا قالوا رأَيت ثلاثة أَنفُس وأَربعة أَنْفُس ذَكَّرُوا، وكذلك

جميع العدد، قال‏:‏ وقد يجوز التذكير في الواحد والاثنين والتأْنيث في الجمع، قال‏:‏ حكي جميع ذلك عن الكسائي، وقال سيبويه‏:‏ وقالوا ثلاثة أَنْفُس

يُذكِّرونه لأَن النَّفْس عندهم إنسان فهم يريدون به الإِمنسان، أَلا ترى أَنهم

يقولون نَفْس واحد فلا يدخلون الهاء‏؟‏ قال‏:‏ وزعم يونس عن رؤبة أَنه قال

ثلاث أَنْفُس على تأْنيث النَّفْس كما تقول ثلاث أَعْيُنٍ للعين من الناس، وكما قالوا ثلاث أَشْخُصٍ في النساء؛ وقال الحطيئة‏:‏

ثلاثَةُ أَنْفُسٍ وثلاثُ ذَوْدٍ، لقد جار الزَّمانُ على عِيالي

وقوله تعالى‏:‏ الذي خلقكم من نَفْس واحدة؛ يعي آدم، عليه السلام، وزوجَها

يعني حواء‏.‏ ويقال‏:‏ ما رأَيت ثمَّ نَفْساً أَي ما رأَيت أَحداً‏.‏ وقوله في الحديث‏:‏ بُعِثْتُ في نَفَس الساعة أَي بُعِثْتُ وقد حان قيامُها وقَرُبَ

إِلا أَن اللَّه أَخرها قليلاً فبعثني في ذلك النَّفَس، وأَطلق النَّفَس

على القرب، وقيل‏:‏ معناه أَنه جعل للساعة نَفَساً كَنَفَس الإِنسان، أَراد‏:‏ إِني بعثت في وقت قريب منها، أَحُس فيه بنَفَسِها كما يَحُس بنَفَس

الإِنسان إِذا قرب منه، يعني بعثت في وقتٍ بانَتْ أَشراطُها فيه وظهرت

علاماتها؛ ويروى‏:‏ في نَسَمِ الساعة، وسيأْتي ذكره والمُتَنَفِّس‏:‏ ذو

النَّفَس‏.‏ ونَفْس الشيء‏:‏ ذاته؛ ومنه ما حكاه سيبويه من قولهم نزلت بنَفْس الجيل، ونَفْسُ الجبل مُقابِلي، ونَفْس الشيء عَيْنه يؤكد به‏.‏ يقال‏:‏ رأَيت

فلاناً نَفْسه، وجائني بَنَفْسِه، ورجل ذو نَفس أَي خُلُق وجَلَدٍ، وثوب ذو

نَفس أَي أَكْلٍ وقوَّة‏.‏ والنَّفْس‏:‏ العَيْن‏.‏ والنَّافِس‏:‏ العائن‏.‏

والمَنْفوس‏:‏ المَعْيون‏.‏ والنَّفُوس‏:‏ العَيُون الحَسُود المتعين لأَموال الناس

ليُصيبَها، وما أَنْفَسه أَي ما أَشدَّ عينه؛ هذه عن اللحياني‏.‏ يقال‏:‏ أَصابت

فلاناً نَفْس، ونَفَسْتُك بنَفْس إِذا أَصَبْتَه بعين‏.‏ وفي الحديث‏:‏ نهى

عن الرُّقْيَة إِلا في النَّمْلة والحُمَة والنَّفْس؛ النَّفْس‏:‏ العين، هو حديث مرفوع إِلى النبي صلى الله عليه وسلم عن أَنس‏.‏ ومنه الحديث‏:‏

أَنه مسح بطنَ رافع فأَلقى شحمة خَضْراء فقال‏:‏ إِنه كان فيها أَنْفُس

سَبْعَة، يريد عيونهم؛ ومنه حديث ابن عباس‏:‏ الكِلابُ من الجِنِّ فإن غَشِيَتْكُم عند طعامكم فأَلقوا لهن فإِن لهن أَنْفُساً أَي أَعْيناً‏.‏ ويقالُ‏:‏

نَفِس عليك فلانٌ يَنْفُسُ نَفَساً ونَفاسَةً أَي حَسَدك‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏

النَّفْس العَظَمَةُ والكِبر والنَّفْس العِزَّة والنَّفْس الهِمَّة

والنَّفْس عين الشيء وكُنْهُه وجَوْهَره، والنَّفْس الأَنَفَة والنَّفْس

العين التي تصيب المَعِين‏.‏

والنَّفَس‏:‏ الفَرَج من الكرب‏.‏ وفي الحديث‏:‏ لا تسبُّوا الريح فإِنها من نَفَس الرحمن، يريد أَنه بها يُفرِّج الكربَ ويُنشِئ السحابَ ويَنشر

الغيث ويُذْهب الجدبَ، وقيل‏:‏ معناه أَي مما يوسع بها على الناس، وفي الحديث‏:‏

أَنه صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ أَجد نَفَس ربكم من قِبَلِ اليمن، وفي رواية‏:‏ أَجد نَفَس الرحمن؛ يقال إِنه عنى بذلك الأَنصار لأَن اللَّه عز

وجل نَفَّس الكربَ عن المؤمنين بهم، وهم يَمانُونَ لأَنهم من الأَزد، ونَصَرهم بهم وأَيدهم برجالهم، وهو مستعار من نَفَس الهواء الذي يَرُده

التَّنَفُّس إِلى الجوف فيبرد من حرارته ويُعَدِّلُها، أَو من نَفَس الريح

الذي يَتَنَسَّمُه فيَسْتَرْوِح إِليه، أَو من نفَس الروضة وهو طِيب روائحها

فينفرج به عنه، وقيل‏:‏ النَّفَس في هذين الحديثين اسم وضع موضع المصدر

الحقيقي من نَفّسَ يُنَفِّسُ تَنْفِيساً ونَفَساً،كما يقال فَرَّجَ

يُفَرِّجُ تَفْريجاً وفَرَجاً، كأَنه قال‏:‏ اَجد تَنْفِيسَ ربِّكم من قِبَلِ

اليمن، وإِن الريح من تَنْفيس الرحمن بها عن المكروبين، والتَّفْريج مصدر

حقيقي، والفَرَج اسم يوضع موضع المصدر؛ وكذلك قوله‏:‏ الريح من نَفَس الرحمن أَي من تنفيس اللَّه بها عن المكروبين وتفريجه عن الملهوفين‏.‏ قال العتبي‏:‏

هجمت على واد خصيب وأَهله مُصْفرَّة أَلوانهم فسأَلتهم عن ذلك فقال شيخ

منهم‏:‏ ليس لنا ريح‏.‏ والنَّفَس‏:‏ خروج الريح من الأَنف والفم، والجمع أَنْفاس‏.‏ وكل تَرَوُّح بين شربتين نَفَس‏.‏

والتَنَفُّس‏:‏ استمداد النَفَس، وقد تَنَفَّس الرجلُ وتَنَفَّس

الصُّعَداء، وكلّ ذي رِئَةٍ مُتَنَفِّسٌ، ودواب الماء لا رِئاتَ لها‏.‏ والنَّفَس

أَيضاً‏:‏ الجُرْعَة؛ يقال‏:‏ أَكْرَع في الإِناء نَفَساً أَو نَفَسَين أَي

جُرْعة أَو جُرْعَتين ولا تزد عليه، والجمع أَنفاس مثل سبب وأَسباب؛ قال

جرجر‏:‏

تُعَلِّلُ، وَهْيَ ساغِبَةٌ، بَنِيها

بأَنْفاسٍ من الشَّبِمِ القَراحِ

وفي الحديث‏:‏ نهى عن التَّنَفُّسِ في الإِناء‏.‏ وفي حديث آخر‏:‏ أَنه كان

يَتَنفّسُ في الإِناء ثلاثاً يعني في الشرب؛ قال الأَزهري‏:‏ قال بعضهم

الحديثان صحيحان‏.‏ والتَنَفُّس له معنيان‏:‏ أَحدهما أَن يشرب وهو يَتَنَفَّسُ في الإِناء من غير أَن يُبِينَه عن فيه وهو مكروه، والنَّفَس الآخر أن يشرب الماء وغيره من الإِناء بثلاثة أَنْفاسٍ يُبينُ فاه عن الإِناء في كل

نَفَسٍ‏.‏ ويقال‏:‏ شراب غير ذي نَفَسٍ إِذا كان كَرِيه الطعم آجِناً إِذا

ذاقه ذائق لم يَتَنَفَّس فيه، وإِنما هي الشربة الأُولى قدر ما يمسك رَمَقَه

ثم لا يعود له؛ وقال أَبو وجزة السعدي‏:‏

وشَرْبَة من شَرابٍ غَيْرِ ذي نََفَسٍ، في صَرَّةٍ من نُجُوم القَيْظِ وهَّاجِ

ابن الأَعرابي‏:‏ شراب ذو نَفَسٍ أَي فيه سَعَةٌ وريٌّ؛ قال محمد بن المكرم‏:‏ قوله النَّفَس الجُرْعة، وأَكْرَعْ في الإِناء نَفَساً أَو نَفَسين

أَي جُرْعة أَو جُرْعتين ولا تزد عليه، فيه نظر، وذلك أَن النّفَس الواحد

يَجْرع الإِنسانُ فيه عِدَّة جُرَع، يزيد وينقص على مقدار طول نَفَس

الشارب وقصره حتى إِنا نرى الإِنسان يشرب الإِناء الكبير في نَفَس واحد علة

عدة جُرَع‏.‏ ويقال‏:‏ فلان شرب الإِناء كله على نَفَس واحد، واللَّه أَعلم‏.‏

ويقال‏:‏ اللهم نَفِّس عني أَي فَرِّج عني ووسِّع عليَّ، ونَفَّسْتُ عنه

تَنْفِيساً أَي رَفَّهْتُ‏.‏ يقال‏:‏ نَفَّس اللَّه عنه كُرْبته أَي فرَّجها‏.‏

وفي الحديث‏:‏ من نَفَّسَ عن مؤمن كُرْبة نَفَّسَ اللَّه عنه كرْبة من كُرَب الآخرة، معناه من فَرَّجَ عن مؤمن كُربة في الدنيا فرج اللَّه عنه

كُرْبة من كُرَب يوم القيامة‏.‏ ويقال‏:‏ أَنت في نَفَس من أَمرك أَي سَعَة، واعمل وأَنت في نَفَس من أَمرك أَي فُسحة وسَعة قبل الهَرَم والأَمراض

والحوادث والآفات‏.‏ والنَّفَس‏:‏ مثل النَّسيم، والجمع أَنْفاس‏.‏

ودارُك أَنْفَسُ من داري أَي أَوسع‏.‏ وهذا الثوب أَنْفَسُ من هذا أَي

أَعرض وأَطول وأَمثل‏.‏ وهذا المكان أَنْفَسُ من هذا أَي أَبعد وأَوسع‏.‏ وفي الحديث‏:‏ ثم يمشي أَنْفَسَ منه أَي أَفسح وأَبعد قليلاً‏.‏ ويقال‏:‏ هذا المنزل

أَنْفَس المنزلين أَي أَبعدهما، وهذا الثوب أَنْفَس الثوبين أَي أَطولهما

أَو أَعرضهما أَو أَمثلهما‏.‏

ونَفَّس اللَّه عنك أَي فرَّج ووسع‏.‏ وفي الحديث‏:‏ من نَفَّس عن غريمه أَي

أَخَّر مطالبته‏.‏ وفي حديث عمار‏:‏ لقد أَبْلَغْتَ وأَوجَزْتَ فلو كنت

تَنَفَّسْتَ أَي أَطلتَ؛ وأَصله أَن المتكلم إِذا تَنَفَّسَ استأْنف القول

وسهلت عليه الإِطالة‏.‏ وتَنَفَّسَتْ دَجْلَةُ إِذا زاد ماؤها‏.‏ وقال

اللحياني‏:‏ إِن في الماء نَفَساً لي ولك أَي مُتَّسَعاً وفضلاً، وقال ابن الأَعرابي‏:‏ أَي رِيّاً؛ وأَنشد‏:‏

وشَربة من شَرابٍ غيرِ ذِي نَفَسٍ، في كَوْكَبٍ من نجوم القَيْظِ وضَّاحِ

أَي في وقت كوكب‏.‏ وزدني نَفَساً في أَجلي أَي طولَ الأَجل؛ عن اللحياني‏.‏

ويقال‏:‏ بين الفريقين نَفَس أَي مُتَّسع‏.‏ ويقال‏:‏ لك في هذا الأَمر

نُفْسَةٌ أَي مُهْلَةٌ‏.‏ وتَنَفَّسَ الصبحُ أَي تَبَلَّج وامتدَّ حتى يصير

نهاراً بيّناً‏.‏ وتَنَفَّس النهار وغيره‏:‏ امتدَّ وطال‏.‏ ويقال للنهار إِذا زاد‏:‏

تَنَفَّسَ، وكذلك الموج إِذا نَضحَ الماءَ‏.‏ وقال اللحياني‏:‏ تَنَفَّس

النهار انتصف، وتنَفَّس الماء‏.‏ وقال اللحياني‏:‏ تَنَفَّس النهار انتصف، وتنَفَّس أَيضاً بَعُدَ، وتنَفَّس العُمْرُ منه إِما تراخى وتباعد وإِما اتسع؛ أَنشد ثعلب‏:‏

ومُحْسِبة قد أَخْطأَ الحَقُّ غيرَها، تَنَفَّسَ عنها جَنْبُها فهي كالشِّوا

وقال الفراء في قوله تعالى‏:‏ والصبح إِذا تَنَفَّسَ، قال‏:‏ إِذا ارتفع

النهار حتى يصير نهاراً بيّناً فهو تَنَفُّسُ الصبح‏.‏ وقال مجاهد‏:‏ إِذا

تَنَفَّس إِذا طلع، وقال الأَخفش‏:‏ إِذا أَضاء، وقال غيره‏:‏ إِذا تنَفَّس إِذا

انْشَقَّ الفجر وانْفَلق حتى يتبين منه‏.‏ ويقال‏:‏ كتبت كتاباً نَفَساً أَي

طويلاً؛ وقول الشاعر‏:‏

عَيْنَيَّ جُودا عَبْرَةً أَنْفاسا

أَي ساعة بعد ساعة‏.‏ ونَفَسُ الساعة‏:‏ آخر الزمان؛ عن كراع‏.‏

وشيء نَفِيسٌ أَي يُتَنافَس فيه ويُرْغب‏.‏ ونَفْسَ الشيء، بالضم، نَفاسَةً، فهو نَفِيسٌ ونافِسٌ‏:‏ رَفُعَ وصار مرغوباً فيه، وكذلك رجل نافِسٌ

ونَفِيسٌ، والجمع نِفاسٌ‏.‏ وأَنْفَسَ الشيءُ‏:‏ صار نَفيساً‏.‏ وهذا أَنْفَسُ مالي

أَي أَحَبُّه وأَكرمه عندي‏.‏ وقال اللحياني‏:‏ النَّفِيسُ والمُنْفِسُ

المال الذي له قدر وخَطَر، ثم عَمَّ فقال‏:‏ كل شيء له خَطَرٌ وقدر فهو نَفِيسٌ

ومُنْفِس؛ قال النمر بن تولب‏:‏

لا تَجْزَعي إِنْ مُنْفِساً أَهْلَكْتُه، فإِذا هَلَكْتُ، فعند ذلك فاجْزَعي

وقد أَنْفَسَ المالُ إِنْفاساً ونَفُس نُفُوساً ونَفاسَةً‏.‏ ويقال‏:‏ إن الذي ذكَرْتَ لمَنْفُوس فيه أَي مرغوب فيه‏.‏ وأَنْفَسَني فيه ونَفَّسَني‏:‏

رغَّبني فيه؛ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد‏:‏

بأَحْسَنَ منه يومَ أَصْبَحَ غادِياً، ونفَّسَني فيه الحِمامُ المُعَجَّلُ

أَي رغَّبني فيه‏.‏ وأَمر مَنْفُوس فيه‏:‏ مرغوب‏.‏ ونَفِسْتُ عليه الشيءَ

أَنْفَسُه نَفاسَةً إِذا ضَنِنْتَ به ولم تحب أَن يصل إِليه‏.‏ ونَفِسَ عليه

بالشيء نَفَساً، بتحريك الفاء، ونَفاسَةً ونَفاسِيَةً، الأَخيرة نادرة‏:‏

ضَنَّ‏.‏ ومال نَفِيس‏:‏ مَضْمون به‏.‏ ونَفِسَ عليه بالشيء، بالكسر‏:‏ ضَنَّ به ولم يره يَسْتأْهله؛ وكذلك نَفِسَه عليه ونافَسَه فيه؛ وأَما قول

الشاعر‏:‏وإِنَّ قُرَيْشاً مُهْلكٌ مَنْ أَطاعَها، تُنافِسُ دُنْيا قد أَحَمَّ انْصِرامُها

فإِما أَن يكون أَراد تُنافِسُ في دُنْيا، وإِما أَن يريد تُنافِسُ

أَهلَ دُنْيا‏.‏ ونَفِسْتَ عليَّ بخيرٍ قليل أَي حسدت‏.‏

وتَنافَسْنا ذلك الأَمر وتَنافَسْنا فيه‏:‏ تحاسدنا وتسابقنا‏.‏ وفي التنزيل

العزيز‏:‏ وفي ذلك فَلْيَتَنافَس المُتَنافِسون أَي وفي ذلك فَلْيَتَراغَب

المتَراغبون‏.‏ وفي حديث المغيرة‏:‏ سَقِيم النِّفاسِ أَي أَسْقَمَتْه

المُنافَسة والمغالبة على الشيء‏.‏ وفي حديث إِسمعيل، عليه السلام‏:‏ أَنه

تَعَلَّم العربيةَ وأَنْفَسَهُمْ أَي أَعجبهم وصار عندهم نَفِيساً‏.‏ ونافَسْتُ في الشيء مُنافَسَة ونِفاساً إِذا رغبت فيه على وجه المباراة في الكرم‏.‏

وتَنافَسُوا فيه أَي رغبوا‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَخشى أَن تُبْسط الدنيا عليكم كما

بُسِطَتْ على من كان قبلكم فتَنافَسوها كما تَنافَسُوها؛ هو من المُنافَسَة الرغبة في الشيء والانفرادية، وهو من الشيء النَّفِيسِ الجيد في نوعه‏.‏ نَفِسْتُ بالشيء، بالكسر، أَي بخلت‏.‏ وفي حديث علي، كرم اللَّه وجهه‏:‏

لقد نِلْتَ صِهْرَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فما نَفِسْناه عليك‏.‏

وحديث السقيفة‏:‏ لم نَنْفَسْ عليك أَي لم نبخل‏.‏

والنِّفاسُ‏:‏ ولادة المرأَة إِذا وضَعَتْ، فهي نُفَساءٌ‏.‏ والنَّفْسُ‏:‏

الدم‏.‏ ونُفِسَت المرأَة ونَفِسَتْ، بالكسر، نَفَساً ونَفاسَةً ونِفاساً وهي

نُفَساءُ ونَفْساءُ ونَفَساءُ‏:‏ ولدت‏.‏ وقال ثعلب‏:‏ النُّفَساءُ الوالدة

والحامل والحائض، والجمع من كل ذلك نُفَساوات ونِفاس ونُفاس ونُفَّس؛ عن

اللحياني، ونُفُس ونُفَّاس؛ قال الجوهري‏:‏ وليس في الكلام فُعَلاءُ يجمع على

فعالٍ غير نُفَسَاء وعُشَراءَ، ويجمع أَيضاً على نُفَساوات وعُشَراوات؛ وامرأَتان نُفساوان، أَبدلوا من همزة التأْنيث واواً‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أن أَسماء بنت عُمَيْسٍ نُفِسَتْ بمحمد بن أَبي بكر أَي وضَعَت؛ ومنه الحديث‏:‏

فلما تَعَلَّتْ من نِفاسها أَي خرجت من أَيام ولادتها‏.‏ وحكى ثعلب‏:‏

نُفِسَتْ ولداً على فعل المفعول‏.‏ وورِثَ فلان هذا المالَ في بطن أُمه قبل أن يُنْفَس أَي يولد‏.‏ الجوهري‏:‏ وقولهم ورث فلان هذا المال قبل أَن يُنْفَسَ

فلان أَي قبل أَن يولد؛ قال أَوس بن حجر يصف محاربة قومه لبني عامر بن صعصعة‏:‏

وإِنَّا وإِخْواننا عامِراً

على مِثلِ ما بَيْنَنا نَأْتَمِرْ

لَنا صَرْخَةٌ ثم إِسْكاتَةٌ، كما طَرَّقَتْ بِنِفاسٍ بِكِرْ

أَي بولد‏.‏ وقوله لنا صرخة أَي اهتياجة يتبعها سكون كما يكون للنُّفَساء

إِذا طَرَّقَتْ بولدها، والتَطْريقُ أَن يعسر خروج الولد فَتَصْرُخ لذلك، ثم تسكن حركة المولود فتسكن هي أَيضاً، وخص تطريق البِكر لأَن ولادة

البكر أَشد من ولادة الثيب‏.‏ وقوله على مثل ما بيننا نأْتمر أَي نمتثل ما

تأْمرنا به أَنْفسنا من الإِيقاع بهم والفتك فيهم على ما بيننا وبينهم من قرابة؛ وقولُ امرئ القيس‏:‏

ويَعْدُو على المَرْء ما يَأْتَمِرْ

أَي قد يعدو عليه امتثاله ما أَمرته به نفسه وربما كان داعَية للهلاك‏.‏

والمَنْفُوس‏:‏ المولود‏.‏ وفي الحديث‏:‏ ما من نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ إِلا وقد

كُتِبَ مكانها من الجنة والنار، وفي رواية‏:‏ إِلا‏:‏كُتِبَ رزقُها وأَجلها؛ مَنْفُوسَةٍ أَي مولودة‏.‏ قال‏:‏ يقال نَفِسَتْ ونُفِسَتْ، فأَما الحيض فلا

يقال فيه إِلا نَفِسَتْ، بالفتح‏.‏ وفي حديث عمر، رضي اللَّه عنه‏:‏ أَنه

أَجْبَرَ بني عَمٍّ على مَنْفُوسٍ أَي أَلزمهم إِرضاعَه وتربيتَه‏.‏ وفي حديث

أَبي هريرة‏:‏ أَنه صَلَّى على مَنْفُوسٍ أَي طِفْلٍ حين ولد، والمراد أَنه

صلى عليه ولم يَعمل ذنباً‏.‏ وفي حديث ابن المسيب‏:‏ لا يرثُ المَنْفُوس حتى

يَسْتَهِلَّ صارخاً أَي حتى يسمَع له صوت‏.‏

وقالت أُم سلمة‏:‏ كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في الفراش

فَحِضْتُ فخَرَجْتُ وشددت عليَّ ثيابي ثم رجعت، فقال‏:‏ أَنَفِسْتِ‏؟‏ أَراد‏:‏

أَحضتِ‏؟‏ يقال‏:‏ نَفِسَت المرأَة تَنْفَسُ، بالفتح، إِذا حاضت‏.‏

ويقال‏:‏ لفلان مُنْفِسٌ ونَفِيسٌ أَي مال كثير‏.‏ يقال‏:‏ ما سرَّني بهذا

الأَمر مُنْفِسٌ ونَفِيسٌ‏.‏

وفي حديث عمر، رضي اللَّه عنه‏:‏ كنا عنده فَتَنَفَّسَ رجلٌ أَي خرج من تحته ريح؛ شَبَّهَ خروج الريح من الدبر بخروج النَّفَسِ من الفم‏.‏

وتَنَفَّسَت القوس‏:‏ تصدَّعت، ونَفَّسَها هو‏:‏ صدَّعها؛ عن كراع، وإِنما يَتَنَفَّس

منها العِيدانُ التي لم تفلق وهو خير القِسِيِّ، وأَما الفِلْقَة فلا

تَنَفَّسُ‏.‏ ابن شميل‏:‏ يقال نَفَّسَ فلان قوسه إِذا حَطَّ وترها، وتَنَفَّس

القِدْح والقوس كذلك‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ وأَرى اللحياني قال‏:‏ إِن النَّفْس

الشق في القوس والقِدح وما أَشْبهها، قال‏:‏ ولست منه على ثقة‏.‏ والنَّفْسُ من الدباغ‏:‏ قدرُ دَبْغَةٍ أَو دَبْغتين مما يدبغ به الأَديم من القرظ وغيره‏.‏

يقال‏:‏ هب لي نَفْساً من دباغ؛ قال الشاعر‏:‏

أَتَجْعَلُ النَّفْسَ التي تُدِيرُ

في جِلْدِ شاةٍ ثم لا تَسِيرُ‏؟‏

قال الأَصمعي‏:‏ بعثت امرأَة من العرب بُنَيَّةً لها إِلى جارتها فقالت‏:‏

تقول لكِ أُمي أَعطيني نَفْساً أَو نَفْسَيْنِ أَمْعَسُ بها مَنِيئَتي

فإِني أَفِدَةٌ أَي مستعجلة لا أَتفرغ لاتخاذ الدباغ من السرعة، أَرادت قدر

دبغة أَو دبغتين من القَرَظ الذي يدبغ به‏.‏ المَنِيئَةُ‏:‏ المَدْبَغة وهي

الجلود التي تجعل في الدِّباغ، وقيل‏:‏ النَّفْس من الدباغ مِلءُ الكفِّ، والجمع أَنْفُسٌ؛ أَنشد ثعلب‏:‏

وذِي أَنْفُسٍ شَتَّى ثَلاثٍ رَمَتْ به، على الماء، إِحْدَى اليَعْمُلاتِ العَرَامِس

يعني الوَطْبَ من اللبن الذي دُبِغَ بهذا القَدْر من الدّباغ‏.‏

والنَّافِسُ‏:‏ الخامس من قِداح المَيْسِر؛ قال اللحياني‏:‏ وفيه خمسة فروض

وله غُنْمُ خمسة أَنْصباءَ إِن فاز، وعليه غُرْمُ خمسة أَنْصِباءَ إِن لم يفز، ويقال هو الرابع‏.‏

نقس‏:‏ النِّقْسُ‏:‏ الذي يكتب به، بالكسر‏.‏ ابن سيده‏:‏ النِّقْسُ المِداد، والجمع أَنْقاسٌ وأَنْقُس؛ قال المرار‏:‏

عَفَتِ المنازِلُ غيرَ مِثْلِ الأَنْفُسِ، بعْدَ الزَّمانِ عَرَفْتَه بالقِرْطِسِ

أَي في القِرْطاسِ، تقول منه‏:‏ نَقْسَ دواته تَنقِيساً‏.‏ ورجل نَقِسٌ‏:‏

يعيب الناس ويُلَقِّبُهم، وقد نَقِسَهم يَنْقَسُهم نَقْساً وناقَسَهم، وهي

النَّقاسَة‏.‏ الفراء‏:‏ اللَّقْسُ والنَّقْسُ والنَّقْز كله العيب، وكذلك

القَذْل، وهو أَن يعيب القومَ ويَسْخَرَ منهم‏.‏

والنَّاقُوس‏:‏ مِضْراب النصارى الذي يضربونه لأَوقات الصلاة؛ قال جرير‏:‏

لمَّا تَذَكَّرْتُ بالدَّيْرَيْنِ، أَرَّقَني

صَوْتُ الدَّجاجِ، وقرعٌ بالنَّواقِيسِ

وذلك أَنه كان مُزْمِعاً سفراً صباحاً، قال‏:‏ ويروى ونقس بالنواقيس؛ والنَّفْسُ‏:‏ الضرب بالناقوس‏.‏ وفي حديث بَدْءِ الأَذان‏:‏ حتى نَقَسُوا أَو

كادوا يَنْقُسُون حتى رأَى عبد اللَّه بن زيد الأَذان‏.‏ والنَّقْسُ‏:‏ ضرب من النواقيس وهي الخشبة الطويلة والوَبيلَةُ والوَبِيلُ الخشبة القصيرة؛ وقول

الأَسود بن يعفر‏:‏

وقد سَبَأْتُ لِفِتْيانٍ ذَوِي كَرَمٍ، قبلَ الصَّباحِ، ولمَّا تُقْرَعِ النُّقُسُ

يجوز أَن يكون جمع ناقُوسٍ على توهم حذف الأَلف، وأَن يكون جمع نَقْس

الذي هو ضرب منها كَرهْن ورُهُن وسَقْف وسُقُف، وقد نَقَسَ الناقُوس

بالوَبِيل نَقْساً‏.‏

وشراب ناقِس إِذا حَمُضَ‏.‏ ونَقَس الشرابُ يَنْقُس نُقُوساً‏:‏ حمض؛ قال

النابغة الجعدي‏:‏

جَوْنٌ كجَوْنِ الخَمَّار جَرَّدَهُ الْـخَرَّاسُ، لا ناقِسٌ ولا هَزِمُ

ورواه قوم‏:‏ لا نافِسٌ، بالفاء؛ حكى ذلك أَبو حنيفة وقال لا أَعرفه إِنما

المعروف ناقِسٌ بالقاف‏.‏ الأَصمعي‏:‏ النَّقْس والوَقْسُ الجَرَب‏.‏

نقرس‏:‏ النِّقْرِسُ‏:‏ داء معروف يأْخذ في الرجْل، وفي التهذيب‏:‏ يأْخذ في المفاصل‏.‏ والنِّقْرِس‏:‏ شيء يتخذ على صيغة الوَرْدِ وتَغْرِسُه النساء في رؤوسهن‏.‏ والنِّقْرِس والنِّقْريس‏:‏ الداهية الفَطِن‏.‏ وطبيب نِقْرس ونِقْريس

أَي حاذق؛ وأَنشد ثعلب‏:‏

وقد أَكونُ مَرَّةً نِطِّيسا، طَبّاً بأَدْواء الصِّبا نِقْريسا، يَحْسَبُ يومَ الجمعة الخَميسا

معناه أَنه لا يلتفت إِلى الأَيام، قد ذهب عقله‏.‏ والنِّقْرِس‏:‏ الحاذق، وفي التهذيب‏:‏ النِّقْرِس الداهية من الأَدِلاَّء‏.‏ يقال‏:‏ دليل نِقْرِسٌ

ونِقْرِيسٌ أَي داهية؛ وقال المتلمس يخاطب طرفة‏:‏

يُخْشى عليك مِنَ الحِباء النِّقْرِسُ

يقول‏:‏ إِنه يخشى عليه من الحباء، الذي كتب له به، النِّقْرِسُ، وهو الهلاك والداهية العظيمة‏.‏ ورجل نِقْرِسٌ‏:‏ داهية‏.‏ الليث‏:‏ النَّقاريسُ أَشياء

تتخذها المرأَة على صيغة الوَرْد يغرِزْنَه في رؤوسهن؛ وأَنشد‏:‏

فَحُلِّيتِ من خَزٍّ وبَزٍّ وقِرْمِزٍ، ومن صَنْعَةٍ الدُّنْيا عليك النَّقارِيس

واحدها نِقْريس‏.‏ وفي الحديث‏:‏ وعليه نَقارس الزَّبَرْجَد والحَليِ؛ قال‏:‏

والنَّقارِس من زينة النساء؛ حكاه ابن الأَثير عن أَبي موسى‏.‏

نكس‏:‏ النَّكْسُ‏:‏ قلب الشيء على رأَسه، نَكَسَه يَنْكُسُه نَكْساً

فانْتَكَسَ‏.‏ ونَكَسَ رأَسَه‏:‏ أَماله، ونَكَّسْتُه تَنْكِيساً‏.‏ وفي التنزيل‏:‏

ناكِسو رؤوسِهم عند ربهم‏.‏ والناكِسُ‏:‏ المُطأْطئ رأْسَه‏.‏ ونَكَسَ رأْسَه

إِذا طأْطأَه من ذُلٍّ وجمع في الشعر على نواكِس وهو شاذ على ما ذكرناه في فَوارس؛ وأَنشد الفرزدق‏:‏

وإِذا الرِّجالُ رَأَوْا يَزيدَ، رأَيْتَهُم

خُضْعَ الرِّقابِ، نَواكِسَ الأَبْصار

قال سيبويه‏:‏ إِذا كان لفِعْل لغير الآدميين جمع على فَواعِل لأَنه لا

يجوز فيه ما يجوز في الآدميين من الواو والنون في الاسم والفعل فضارع

المؤنث، يقال‏:‏ جِمال بَوازلُ وعَواضِهُ؛ وقد اضطرَّ الفرزدق فقال‏:‏

خضع الرقاب نواكس الأَبصار

لأنك تقول هي الرجال فشبه بالجمال‏.‏ قال أَبو منصور‏:‏ وروى أَحمد بن يحيى

هذا البيت نَواكِسي الأَبصار، وقال‏:‏ أَدخل الياء لأَن رد النواكس

إِلى الرجال، إِنما كان‏:‏ وإِذا الرجال رأَيتهم

نواكس أَبصارُهم، فكان النواكسُ للأَبصار فنقلت إِلى الرجال، فلذلك دخلت

الياء، وإِن كان جمع جمع كما تقول مررت بقوم حَسَني الوجوه وحِسانٍ وجوهُهم، لما جعلتهم للرجال جئت بالياء، وإِن شئت لم تأْتِ بها، قال‏:‏ وأَما الفراء

والكسائي فإِنهما رويا البيت نواكسَ الأَبصار، بالفتح، أَقرَّا نواكس

على لفظ الأَبصار، قال‏:‏ والتذكير ناكسي الأَبصارِ‏.‏ وقال الأَخفش‏:‏ يجوز

نَواكِسِ الأَبصارِ، بالجر لا بالياء كما قالوا جحر ضبٍّ خَرِبٍ‏.‏ شمر‏:‏

النَكْس في الأَشياء معنى يرجع إِلى قلب الشيء ورده وجعل أَعلاه أَسفله ومقدمه

مؤخره‏.‏ وقال الفراء في قوله عز وجل‏:‏ ثم نُكِسُوا على رؤوسهم، يقول‏:‏

رَجعوا عما عرفوا من الحجة لإِبراهيم، على نبينا محمد وعليه الصلاة والتسليم‏.‏

وفي حديث أَبي هريرة‏:‏ تعس عبدُ الدِّينار وانْتَكَس أَي انقلب على رأْسه

وهو دعاء عليه بالخيبة لأَن من انْتَكَس في أَمره فقد خاب وخسر‏.‏ وفي حديث

الشعبي‏:‏ قال في السقط إِذا نُكِسَ في الخَلْقِ الرابع وكان مخلقاً أَي

تبين خلقه عَتَقَت به الأَمَة وانقضت به عدة الحُرَّة، أَي إِذا قُلِبَ

ورُدَّ في الخلق الرابع، وهو المُضغة، لأَنه أَوّلاً تُرابٌ ثم نطفة ثم علقة ثم مضغة‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ ومن نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْه في الخَلْقِ؛ قال

أَبو إِسحق‏:‏ معناه من أَطلنا عمره نَكَّسنا خلقه فصار بدل القوة ضعفاً وبدل

الشباب هرماً‏.‏ وقال الفراء‏:‏ قرأَ عاصم وحمزة‏:‏ نُنَكِّسْه في الخلق، وقرأَ أَهل المدينة‏:‏ نَنْكُسه في الخلق، بالتخفيف، وقال قتادة‏:‏ هو الهَرَم، وقال شمر‏:‏ يقال نُكِسَ الرجل إِذا ضعف وعجز؛ قال‏:‏ وأَنشدني ابن الأَعرابي

في الانتكاس‏:‏

ولم يَنْتَكِسْ يَوْماً فيُظْلِمَ وَجْهُه، لِيَمْرَضَ عَجْزاً، أَو يُضارِعَ مَأْتَما

أَي لم يُنَكِّس رأْسه لأَمر يأْنَف منه‏.‏

والنَّكْس‏:‏ السهم الذي يُنَكِّسُ أَو ينكسر فُوقُه فيجعل أَعلاه أَسفله، وقيل‏:‏ هو الذي يجعل سِنْخُه نَصْلاً ونَصْلُه سِنْخاً فلا يرجع كما كان

ولا يكون فيه خير، والجمع أَنْكاس؛ قال الأَزهري‏:‏ أَنشدني المنذري

للحطيئة، قال‏:‏ وأَنشده أَبو الهيثم‏:‏

قد ناضَلُونا، فَسَلُّوا من كِنانَتِهم

مَجْداً تلِيداً، وعِزّاً غيرَ أَنْكاس

قال‏:‏ الأَنْكاس جمع النَّكْس من السهام وهو أَضعفها، قال‏:‏ ومعنى البيت

أَن العرب كانوا إِذا أَسروا أَسيراً خيروه بين التَّخْلِية وجَزِّ

الناصية والأَسر، فإِن اختار جَزَّ الناصية جَزُّوها وخلوا سبيله ثم جعلوا ذلك

الشعر في كنانتهم، فإِذا افتخروا أَخرجوه وأَرَوْهُم مفاخرهم‏.‏

ابن الأَعرابي‏:‏ الكُنُس والنُّكُسُ مآرِينُ بقرِ الوحش وهي مأْواها

والنُّكْس‏:‏ المُدْرَهِمُون من الشيوخ بعد الهَرَم‏.‏

والمُنَكِّسُ من الخيل‏:‏ الذي لا يَسمو برأْسه، وقال أَبو حنيفة‏:‏ النَكْس

القصير، والنَّكْسُ من الرجال المقصر عن غاية النَّجْدَة والكرم، والجمع الأَنْكاس‏.‏ والنِّكْسُ أَيضاً‏:‏ الرجل الضعيف؛ وفي حديث كعب‏:‏

زالُوا فما زالَ أَنْكاسٌ ولا كُشُف

الأَنكاس‏:‏ جمع نِكْس، بالكسر، وهو الرجل الضعيف‏.‏ والمُنَكِّس من الخيل‏:‏

المتأَخر الذي لا يلحق بها، وقد نَكَّس إِذا لم يلحقها؛ قال الشاعر‏:‏

إِذا نَكَسَ الكاذِبُ المِحْمَرُ

وأَصل ذلك كله النِّكْسُ من السهام‏.‏

والوِلادُ المَنْكوس‏:‏ أَن تخرج رجلا المولود قَبْل رأْسه، وهو اليَتْن،

والولد المَنْكوس كذلك‏.‏ والنِّكْس‏:‏ اليَتْنُ‏.‏ وقراءة القرآن مَنْكوساً‏:‏

أَن يبدأَ بالمعوذتين ثم يرتفع إِلى البقرة، والسنَّة خلاف ذلك‏.‏ وفي الحديث أَنه قيل لابن مسعود‏:‏ إِن فلاناً يقرأُ القرآن مَنْكوساً، قال‏:‏ ذلك

مَنْكوسُ القلبِ؛ قال أَبو عبيد‏:‏ يتأَوّله كثير من الناس أَنه أَن يبدأَ

الرجل من آخر السورة فيقرأَها إِلى أَوَّلها؛ قال‏:‏ وهذا شيء ما أَحسب أَحداً

يطيقه ولا كان هذا في زمن عبد اللَّه، قال‏:‏ ولا أَعرفه، قال‏:‏ ولكن وجهه

عندي أَن يبدأَ من آخر القرآن من المعوذتين ثم يرتفع إِلى البقرة كنحو ما

يتعلم الصبيان في الكتاب لأَن السُّنَّة خلاف هذا، يُعلم ذلك بالحديث

الذي يحدّثه عثمان عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه كان إِذا أُنزلت

عليه السورة أَو الآية قال‏:‏ ضَعُوها في الموضع الذي يَذْكر كذا كذا، أَلا

ترى أَن التأْليف الآن في هذا الحديث من رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه

وسلم، ثم كتبت المصاحف على هذا‏؟‏ قال‏:‏ وإِنما جاءت الرُّخْصة في تَعَلم الصبي والعجمي المُفَصَّلَ لصعوبة السور الطوال عليهم، فأَما من قرأَ

القرآن وحفظه ثم تعمد أَن يقرأَه من آخره إلى أَوله فهذا النَّكْسُ المنهي

عنه، وإِذا كَرِهْنا هذا فنحن للنَّكْس من آخر السورة إِلى أَولها أَشد

كراهة إِن كان ذلك يكون‏.‏

والنُّكْسُ والنَّكْسُ، والنُّكاسُ كله‏:‏ العَوْد في المرض، وقيل‏:‏ عَوْد

المريض في مرضه بعد مَثَالته؛ قال أُمية بن أَبي عائذ الهذلي‏:‏

خَيالٌ لزَينبَ قد هاج لي

نُكاساً مِنَ الحُبِّ، بَعد انْدمال

وقد نُكِسَ في مَرَضِه نُكْساً‏.‏ ونُكِس المريض‏:‏ معناه قد عاوَدَتْه

العلة بعد النَّقَه‏.‏ يقال‏:‏ تَعْساً له ونُكْساً وقد يفتح ههنا للازْدِواج

أَو لأَنه لغة؛ قال ابن سيده وقوله‏:‏

إِني إِذا وَجْهُ الشَّرِيبِ نَكَّسَا

قال‏:‏ لم يفسره ثعلب وأَرى نَكَّسَ بَسَرَ وعَبَس‏.‏ ونَكَسْتُ الخِضابَ

إِذا أَعَدْتَ عليه مرة بعد مرة؛ وأَنشد‏:‏

كالوشْمِ رَجَّعَ في اليَدِ المنكوس

ابن شميل‏:‏ نَكَسْت فلاناً في ذلك الأَمر أَي رَدَدْته فيه بعدما خرج

منه‏.‏

نمس‏:‏ النَّمَسُ، بالتحريك‏:‏ فساد السَّمْن والغَالِية وكلِّ طِيبٍ ودُهْن

إِذا تغير وفسد فساداً لَزِجاً‏.‏ ونَمِسَ الدهن، بالكسر، يَنْمَسُ

نَمَساً، فهو نَمِسٌ‏:‏ تغير وفسد، وكذلك كل شيء طيِّب تغير؛ قال بعض

الأَغفال‏:‏وبِزُيَيْتٍ نَمِسٍ مُرَيْرِ

ونَمَّسَ الشعرُ‏:‏ أَصابه دهن فتوسخ‏.‏ والنَّمَسُ‏:‏ ريح اللبَنِ والدَّسَم

كالنَّسَم‏.‏ ويقال‏:‏ نَمِسَ الوَدَكُ ونَسِمَ إِذا أَنْتَن، ونمَّسَ

الأَقِطُ، فهو مُنَمِّسٌ إِذا أَنتن؛ قال الطرماح‏:‏

مُنَمِّسُ ثِيرانِ الكَريصِ الضَّوائِن

والكريص‏:‏ الأَقِطُ‏.‏

والنِّمْسُ‏:‏ سَبُع من أَخبث السُّبُع‏.‏ وقال ابن قتيبة‏:‏

النِّمْسُ دُوَيْبَّةٌ تقتل الثُّعْبان يتخذها الناظر إِذا اشتد خوفه من الثعابين، لأَن هذه الدابة تتعرض للثعبان وتَتَضاءَلُ وتَسْتَدِقُّ حتى

كأَنها قطعة حبل، فإِذا انطوى عليها الثُّعْبان زَفَرَتْ وأَخذت بنَفَسِها

فانتفخ جوْفها فيتقطع الثعبان، وقد ينطوي عليها

النِّمْسُ

فَظَعاً من شدة الزَّفْرَة؛ غيره‏:‏ النِّمْس، بالكسر، دوَيْبَّة عريضة

كأَنها قطعة قَدِيدٍ تكون بأَرض مصر تقتل الثعبان‏.‏

والنَّامُوس‏:‏ ما يُنَمِّسُ به الرجل من الاحْتِيالِ‏.‏ والنامُوسُ‏:‏

المَكْرُ والخِداع‏.‏ والتَّنْمِيسُ‏:‏ التَّلْبيس‏.‏ والنامِسُ والنامُوس‏:‏ دوَيْبَّة

أَغْبَرُ كهيئة الذَّرَّة تلكع الناس‏.‏ والنامُوسُ‏:‏ قُتْرة الصائد التي

يَكْمُن فيها للصيد؛ قال أَوس بن حجر‏:‏

فَلاقَى عليها من صُباحٍ مُدَمِّراً

لِنامُوسِه من الصَّفِيح سَقائِفُ‏.‏

قال ابن سيده‏:‏ وقد يهمز، قال‏:‏ ولا أَدري ما وجه ذلك‏.‏ والنامُوسُ‏:‏ بيت

الراهب‏.‏ ويقال للشَّرَكِ نامُوس لأَنه يُوارَى تحت الأَرض؛ وقال الراجز يصف

الركاب يعني الإِبل‏:‏

يَخْرُجْنَ من مُلْتَبِسٍ مُلَبَّسِ، تَنْمِيسَ نامُوسِ القَطا المُنَمَّسِ

يقول‏:‏ يخرجن من بلد مشتبه الأَعلام يشتبه على من يسلكه كما يشتبه على

القطا أَمر الشَّرَكِ الذي ينصب له‏.‏ وفي حديث سعد‏:‏ أَسَدٌ في نامُوسِه؛ الناموسُ‏:‏ مَكْمَن الصياد فشبه به موضع الأَسد‏.‏ والنَّامُوس‏:‏ وِعاء العِلْم‏.‏

والنَّاموس‏:‏ جبريل، صلى اللَّه على نبينا محمد وعليه وسلم، وأَهل الكتاب

يسمون جبريل، عليه السلام‏:‏ الناموس‏.‏ وفي حديث المَبْعَث‏:‏ أَن خديجة، رضوان اللَّه عليها، وصفت أَمر النبي صلى الله عليه وسلم لِوَرَقَة بن نَوْفَل وهو ابن عمها، وكان نصرانيّاً قد قرأَ الكتب، فقال‏:‏ إِن كان ما

تقولين حقّاً فإِنه ليَأْتِيه النامُوس الذي كان يأْتي موسى، عليه السلام، وفي رواية‏:‏ إِنه ليأْتيه النَّاموس الأَكبر‏.‏ أَبو عبيد‏:‏ النامُوس صاحب سر

الملِك أَو الرجل الذي يطلعه على سِرِّه وباطن أَمره ويخصه بما يستره عن

غيره‏.‏ ابن سيجه‏:‏ نامُوسُ الرجل صاحبُ سِرِّه، وقد نَمَسَ يَنْمِسُ

نَمْساً ونامَسَ صاحبَه مُنامَسَةً ونِماساً‏:‏ سارَّه‏.‏ وقيل‏:‏ النامُوسُ

السِّرُّ، مثل به سيبويه وفسره السيرافي‏.‏

ونَمَسْتُ الرجلَ ونامَسْتُه إِذا سارَرْته؛ وقال الكميت‏:‏

فأَبْلِغْ يَزِيد، إِنْ عَرَضْتَ، ومُنْذراً

وعَمَّيْهِما، والمُسْتَسِرَّ المُنَامِسا

ونَمَسْتُ السِّرَّ أَنْمِسُه نَمْساً‏:‏ كَتَمْتُه‏.‏ والمُنَامِسُ‏:‏ الداخل

في الناموس، وقيل‏:‏ النامُوس صاحب سِرّ الخير، والجاسُوسُ صاحب سِرّ

الشر، وأَراد به وَرَقَةُ جبريلَ، عليه السلام، لأَن اللَّه تعالى خصه بالوحي

والغيب اللذين لا يطَّلع عليهما غيره‏.‏ والنَّامُوسُ‏:‏ الكذَّاب‏.‏

والنَّاموس‏:‏ النمَّام وهو النمَّاس أَيضاً‏.‏ قال ابن الأَعرابي‏:‏ نَمَسَ بينهم

وأَنْمَسَ أَرَّشَ بينهم وآكل بينهم؛ وأَنشد‏:‏

وما كنتُ ذا نَيْرَبٍ فيهمُ، ولا مُنْمِساً بينهم أُنْمِلُ

أَدِبُّ وذو النُّمْلَةِ المُدْغِلُ

أُؤَرِّشُ بينهمُ دائباً، ولكِنَّنني رائبٌ صَدْعَهُمْ، رَقُوءٌ لِما بينَهُمْ مُسْمِلُ

رَقُوءٌ‏:‏ مُصْلِحٌ‏.‏ رَقأْتُ بينهم، أَصلحت‏.‏

وانَّمَسَ في الشيء‏:‏ دخل فيه‏.‏ وانَّمَسَ فلان انِّماساً‏:‏ انْغَلَّ في سُتْرةٍ‏.‏ الجوهري‏:‏ انَّمَسَ الرجلُ، بتشديد النون، أَي استتر، وهو انْفَعَلَ‏.‏

نهس‏:‏ النَّهْسُ‏:‏ القبض على اللحم ونَتْره‏.‏ ونَهَسَ الطعامَ‏:‏ تناول منه‏.‏

ونَهَسَتْه الحيةُ‏:‏ عضته، والشين لغة، وناقة نَهُوسٌ‏:‏ عَضُوض؛ ومنه قول

الأَعرابي في وصف الناقة‏:‏ إِنها لَعَسُوسٌ ضَروسٌ شَمُوسٌ نهوسٌ‏.‏ ونَهَس

اللحم يَنْهَسُه نَهْساً ونَهَساَ‏:‏ انتزعه بالثنايا للأَكل‏.‏ ونَهَسْتُ

العِرْقَ وانْتَهَسْتُه إِذا تَعَرَّقْتَهُ بمقدَّم أَسنانك‏.‏ الجوهري‏:‏ نَهْس

اللحم أَخْذُه بمقدِّم الأَسنان، والنهش الأَخذ بجميعها؛ نَهَسْتُه

وانْتَهَسْتُه بمعنى‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَنه أَخَذَ عَظماً فَنَهَسَ ما عليه من اللحم أَي أَخذه بِفِيهِ‏.‏ ونَسْرٌ مِنْهَسٌ؛ قال العجاج‏:‏

مُضَبرَّ اللَّحْيَيْنِ نَسْراً مِنْهَسا

ورجل مَنْهوسٌ ونَهِيسٌ‏:‏ قليل اللحم خفيف؛ قال الأَفوه الأَوْدِي يصف

فرساً‏:‏

يَغْشى الجَلا مِيدَ بأَمْثالِها

مُرَكَّبات في وَظيف نَهيس

وفي صفته، صلى اللَّه عليه وسلم‏:‏ كان مَنْهوسَ الكعبين أَي لحمهما قليل، ويروى‏:‏ مَنْهوسَ القدمين، وبالشين المعجمة أَيضاً‏.‏

والنُّهَسُ‏:‏ ضرب من الصُّرَدِ، وقيل‏:‏ هو طائر يصطاد العَصافير ويأْوي

إِلى المقابر ويُدِيم تحريك رأْسه وذَنَبِه، والجمع نِهْسان؛ وقيل‏:‏

النُّهَسُ ضرب من الطير‏.‏ وفي حديث زيد بن ثابت‏:‏ رأَى شُرَحْبِيلَ وقد صاد

نُهَساً بالأَسْوافِ فأَخذه زيدُ بن ثابت منه وأَرسله؛ قال أَبو عبيد‏:‏

النُّهَسُ طائر، والأَسْوافُ موضع بالمدينة، وإِنما فعل ذلك زيدٌ لأنه كره صَيْد

المدينة لأَنها حَرَمُ سيدنا رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه وسلم‏.‏ ونَهْسُ

الحَيَّة‏:‏ نَهْشُه؛ قال الراجز‏:‏

وذات قَرْنَين طَحون الضِّرْسِ، تَنْهَسُ لو تَمكَّنَتْ من نَهْسِ، تُدِيرُ عَيْناً كَشِهابِ القَبْسِ

والاختلاف في تفسير نهس ونهش يأْتي في حرف الشين‏.‏

نوس‏:‏ الناسُ‏:‏ قد يكون من الإِنس ومن الجِنِّ، وأَصله أَناس فخفف ولم يجعلوا الأَلف واللام فيه عوضاً من الهمزة المحذوفة، لأَنه لو كان كذلك لما

اجتمع مع المعوَّض منه في قول الشاعر‏:‏

إِنَّ المَنايا يَطَّلِعْـ *** ـنَ على الأُناسِ الآمِنينا

والنَّوْس‏:‏ تَذَبْذُبُ الشيء‏.‏ ناسَ الشيءُ يَنوسُ نَوْساً ونَوَساناً‏:‏

تحرك وتَذَبْذَبَ متَدَلِّياً‏.‏

وقيل لبعض ملوك حِمْيَر‏:‏ ذو نُواس لضَفِيرَتَيْن كانتا تَنوسان على

عاتِقَيْه‏.‏ وذو نُواس‏:‏ ملك من أَذْواء اليمن سمي بذلك لذُؤَابَتَين كانتا

تَنوسان على ظهره‏.‏

وناسَ نَوْساَ‏:‏ تدلى واضطرب وأَناسَهُ هو‏.‏ وفي حديث أُمِّ زَرْعٍ

ووصْفِها زَوْجَها‏:‏ مَلأَ من شَحْمٍ عَضُدَيَّ، وأَناس من حُلِيٍّ أُذُنيَّ؛ أَرادت أَنه حَلَّى أُذنيها قِرَطَةً وشُنوفاً تَنوس بأُذنيها‏.‏ ويقال

للغُصْن الدقيق إِذا هبت به الريح فهزَّته‏:‏ فهو يَنوس ويَنوع، وقد تَنَوَّسَ

وتَنَوَّع وكثر نَوَسانُه‏.‏ وفي حديث عمر، رضي اللَّه عنه‏:‏ مَرَّ عليه رجلٌ

وعليه إِزارٌ يَجُرُّه فقَطع ما فوق الكعبين فكأَني أَنظر إِلى الخيوط

نائِسَةً على كعبيه أَي متدلِّية متحركة؛ ومنه حديث العباس‏:‏ وضَفِيرَتاه

تَنوسان على رأْسه‏.‏ وفي حديث ابن عمر‏:‏ دخلتُ على حَفْصَةَ ونَوَساتُها

تَنْطُف أَي ذوائِبها تَقْطُر ماء، فسمَّى الذَّوائِبَ نَوَسات لأَنها تتحرك

كثيراً، ونُسْتُ الإِبلَ أَنُوسُها نَوْساً‏:‏ سُقْتُها‏.‏

ورجل نَوَّاسٌ، بالتشديد، إِذا اضْطرب واسترخى، وناسَ لُعابُه سالَ

فاضطرب‏.‏ والنُّواس‏:‏ ما تعلق من السقف‏.‏ ونُواس العَنْكبوت‏:‏ نَسْجه

لاضطرابه‏.‏ النُّواسِيُّ‏:‏ ضرب من العِنَب أَبيض مدوّر الحب مُتَشَلْشِلُ العناقيد

طويلها مضطربها، قال‏:‏ ولا أَدري إِلى أَي شيء نسب إِلا أَن يكون مما نسب

إِلى نفسه كدَوَّارِ ودَوَّاريٍّ، وإِن لم يسمع النُّواس ههنا، ونَوَّسَ

بالمكان‏:‏ أَقام‏.‏

والنَّاوُوسُ‏:‏ مقابر النصارى، إِن كان عربيّاً فهو فاعُولٌ منه‏.‏

والنَّوَّاسُ‏:‏ اسم‏.‏ والناسُ‏:‏ اسم قَيْسِ بن عَيْلان، واسمه الناس بن مُضَر بن نِزار، وأَخوه إِلْياس بن مضر، بالياء‏.‏

هجس‏:‏ الهَجْسُ‏:‏ ما وقع في خَلَدِك‏.‏ تقول‏:‏ هَجَس في قلبي هَمٌّ وأَمْرٌ؛ وأَنشد‏:‏

وطَأْطَأَتِ النَّعامَةُ مِنْ بَعيدٍ، وقد وقَّرْتُ هاجِسَها وهَجْسِي

النعامة‏:‏ فَرَسه‏.‏ وفي حديث قَباثٍ‏:‏ وما هو إِلا شيء هَجَسَ في نَفْسي‏.‏

ابن سيده‏:‏ هَجَس الأَمرُ في نَفْسي يَهْجِسُ هَجْساً وقع في خَلَدي‏.‏

والهاجِس‏:‏ الخاطر، صفة غالبة غلبة الأَسماء‏.‏ وفي الحديث‏:‏ وما يَهْجِسُ في الضمائر أَي وما يخطر بها ويدور فيها من الأَحاديث والأَفكار‏.‏ وهَجَسَ في صدري شيء يَهْجِس أَي حَدس‏.‏ وفي النوادر‏:‏ هَجَسَني عن كذا فانْهَجَسْتُ أَي

رَدَّني فارتَدَدْت‏.‏ والهَجْس‏:‏ النَّبْأَةُ تسمعها ولا تفهمها‏.‏ ووقعوا في مَهْجُوسَةٍ من أَمرهم أَي اختلاط؛ عن ابن الأَعرابي، وقيل‏:‏ المعروف في مَرْجُوسَةٍ‏.‏

أَبو عبيدة‏:‏ الهُجَيْسِيُّ ابنُ زادِ الرَّكْب وهو اسم فرس معروف‏.‏

والهَجِيسَةُ‏:‏ الغَريضُ من اللبَن في السِّقاء، قال‏:‏ والخامِطُ

والسامِطُ مثله وهو أَول تَغَيُّرِه؛ قال الأَزهري‏:‏ والذي عرفته الهَجِيمةُ، قال‏:‏

وأَظن الهَجِيسَةَ تصحيفاً‏.‏ وفي حديث عمر‏:‏ أَن السائب بن الأَقرع قال‏:‏

حضرتُ طعامه فدعا بلَحْمٍ عَبِيطٍ وخُبْزٍ مُتَهَجِّسٍ؛ قال‏:‏ المُتَهَجِّس

الخبز الفَطِير الذي لم يختمر عجينه، أَصله من الهَجِيسَةِ، وهو الغَريضُ من اللحم، ثم استعمل في غيره، ورواه بعضهم مُتَهَجِّش، بالشين المعجمة، قال ابن الأَثير‏:‏ وهو غلط‏.‏

هجبس‏:‏ التهذيب‏:‏ الهَيْجَبُوسُ الرجل الأَهْوَجُ الجافي؛ وأَنشد‏:‏

أَحَقُّ ما يُبَلّغُني ابنُ تُرْنَى

من الأَقْوامِ أَهْوَجُ هَيْجَبُوسُ‏؟‏

هجرس‏:‏ الهِجْرِسُ، بالكسر‏:‏ ولد الثعلب، وعَمَّ بعضهم به نَوْعَ الثعالب‏:‏

واستعاره الحطيئة للفرزدق فقال‏:‏

أَبْلِغ بَني عَبْسٍ، فإِنَّ نِجارَهُمْ

لُؤْمٌ، وإِنَّ أَباهُمُ كالهِجْرِسِ

وروي عن المفضل أَنه قال‏:‏ الهقالِس والهَجارِسُ الثعالب، وأَنشد‏:‏

وتَرَى المَكَاكِيَ بالهَجِيرِ نحيبُها، كُدْرٌ بَواكِرُ، والهَجارِس تَنْحَبُ

وقيل‏:‏ الهَجارِسُ جميع ما تَعَسَّسَ من السِّباع ما دون الثعلب وفوق

اليَرْبوع؛ قال الشاعر‏:‏

بعَيْنَيْ قَطامِيٍّ نَما فوْقَ مَرْقَبٍ، غَدَّا شَبِماً يَنْقَضُّ بين الهَجارِسِ

الليث‏:‏ الهِجْرِسُ من أَولاد الثعالب، قال‏:‏ وقد يوصف به اللئيم؛ وأَنشد‏:‏

وهِجْرِس مَسْكَنُه الفَدافِدُ

وقال‏:‏ رَمَتْني الأَيام عن هَجارِسِها أَي شدائدها‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أن عُيَيْنَة بن حصن مدَّ رجليه بين يدي سيدنا رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه

وسلم، فقال له فلان‏:‏ يا عَيْنَ الهِجْرِسِ، أَتَمُدُّ رجليك بين يدي رسول الله، صلى اللَّه عليه وسلم‏؟‏ الهِجْرِس‏:‏ ولد الثعلب‏.‏ والهِجْرِس أَيضاً‏:‏

القِرْد‏.‏ أَبو مالك‏:‏ أَهل الحجاز يقولون الهِجْرِس القرْد، وبنو تميم

يجعلونه الثعلب‏.‏ والهِجْرسُ‏:‏ اسم‏:‏

هدس‏:‏ هَدَسَه يَهْدسُه هَدْساً‏:‏ طرده وزجره؛ يمانية مُمَاتة‏.‏ والهَدَسُ‏:‏

شجر وهو عند أَهل اليمن الآسُ‏.‏

هدبس‏:‏ الهَدَبَّسُ‏:‏ ولد البَبْرِ؛ وأَنشد المبرّد‏:‏

ولقد رأَيتُ هَدَبَّساً وفَزارة، والفِزْرُ يَتْبَعُ فِزْرهُ كالضَّيْوَنِ